نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحالف «العيون الخمس» في مأزق بعد اختيار جابارد - إقرأ نيوز, اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024 06:05 مساءً
إعداد ـ محمد كمال
أدى ترشيح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لتولسي جابارد لرئاسة الاستخبارات الأمريكية إلى تزايد القلق داخل تحالف «العيون الخمس»، بشأن احتمال عدم تبادل المعلومات المخابراتية كما في السابق، نظراً لمواقفها التي اشتهرت بها خلال سنوات انتخابها في مجلس النواب، وبالتحديد معارضتها للتدخلات الخارجية ومواقفها من روسيا.
وكان القلق البريطاني واضحاً داخل تحالف «العيون الخمس»، الاستخباراتي، المكون من خمس دول ناطقة بالإنجليزية، هي: الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا. والذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية بموجب اتفاقية UKUSA للتعاون في مجال الاستخبارات الإشاراتية (SIGINT)، ويعمل كشبكة رئيسية لتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وقالت شخصيات دفاعية بريطانية، إن اختيار ترامب لتولسي جابارد رئيسة للاستخبارات يعد خطوة «مثيرة للقلق» نظراً لمواقفها من روسيا، وبحسب تقرير لصحيفة تليغراف، فإن هؤلاء اعتبروها قريبة من موسكو أكثر من لندن، وأشاروا إلى أن جابارد، البالغة من العمر 43 عاماً، دعمت الطرح الروسي حول وجود «المختبرات الحيوية» الأمريكية في أوكرانيا.
ويتخوف مسؤولون داخل التحالف من أن جابارد التي ستشرف على وكالات الاستخبارات الأمريكية الثمانية عشرة، قد تتجه إلى تخفيضات محتملة في تبادل المعلومات الاستخبارية عبر تحالف «العيون الخمس». ويقول ريتشارد ديرلوف، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني (Mi6) إنها «ليس لديها خبرة في الاستخبارات والأمن. وعلينا أن نرى كيف سيحدث هذا بمجرد توليها الوظيفة».
أما فيليب إنجرام، وهو ضابط كبير سابق في الاستخبارات والأمن في الجيش البريطاني فقد قال: «أعتقد أن تعيين أي شخص ليس لديه أي خبرة استخباراتية، ليكون مديراً للاستخبارات الوطنية يجب أن يكون جرس إنذار». بينما قال مصدر استخباراتي غربي لصحيفة بوليتيكو إن تعيين جابارد قد يؤثر في تبادل المعلومات الاستخبارية.
ويشير مراقبون إلى أن «ما يتقاسمه بعض الحلفاء قد يتشكل الآن من خلال الأهداف السياسية، بدلاً من تبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل احترافي».
وحذر بريتون جوردون، القائد السابق للكتيبة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية التابعة لحلف شمال الأطلسي، من أن التحالف الأمريكي البريطاني قد يتأثر. وقال لصحيفة ديلي تليغراف: «ربما تكون أعظم قوة في هذه العلاقة الخاصة هي تبادل المعلومات الاستخبارية». لكن تعيين جابارد، «لديه القدرة على زعزعة استقرار هذا التحالف الفريد والمهم».
ومن الجهة الأخرى، فإن خبراء استراتيجيين يرون أن تعيين جابارد قد يدفع حلفاء واشنطن إلى عدم مشاركة المعلومات المخابراتية بنفس النسق، ويقول أحد مسؤولي المخابرات الغربية: «أتصور أنه حتى إسرائيل سيكون لديها هواجس خطرة، بينما تعد الشريك الاستخباراتي الرئيسي لأمريكا، في ما يتعلق بالتهديدات».
لكن مصادر الحكومة البريطانية شددت على أن جابارد كانت «مجرد ترشيح» في هذه المرحلة، وأن الأمر مبكر جداً على إثارة مثل هذا القلق. ورغم ذلك أكدت المصادر أنها حتى لو «تولت هذا المنصب فستظل أمريكا الحليف الأقرب للمملكة المتحدة، ولن تكون هناك مشاكل في العلاقة بين البلدين».
ويقول جاستن كرامب، خبير المخاطر الجيوسياسية إنه «يتعين على دول العيون الخمس أن تثق ببعضها بعض، ومن الخطر اهتزاز الثقة في سياسات لا يمكن التنبؤ بها من قبل اللاعب الأكبر»، ثم أضاف «معظمهم سوف يبذلون قصارى جهدهم ويواصلون المهمة، لكن قد تكون هناك فترة من عدم اليقين بشأن مقدار ما يجب تقاسمه».
كما أكد إنجرام أن تعيين جابارد لن يؤثر في تبادل المعلومات«على مستوى الاستخبارات المهنية»، لكنه ألمح إلى «الوكالات قد تقوم بتعديل كيفية إحاطة مديريها ومستوى التفاصيل في الإحاطات».
ويعزو بعض المراقبين اختيار ترامب لجابارد، لتحقيق أهدافه المتمثلة في تقليص حجم الحكومة الأمريكية، وتمكين إيلون ماسك في سعيه إلى تحقيق الكفاءة، خصوصاً أن ميزانية الجهاز تصل إلى نحو 70 مليار دولار، كواحد من أعلى الأجهزة إنفاقاً داخل الحكومة الأمريكية إلى جانب الجيش.
وتعد جابارد، التي ترشحت للرئاسة الأمريكية كديمقراطية قبل أن تترك الحزب في عام 2022، الحصان الأسود في حملة ترامب منذ أغسطس وظهرت معه بانتظام في الحملة الانتخابية. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن البريطاني الأصل سيباستيان جوركا، الموالي لترامب، كان مرشحاً لمنصب نائب جابارد.
وتحتاج جابارد لتأكيد مجلس النواب على تعيينها، وربما لا تواجه عراقيل في ظل سيطرة الجمهوريين على المجلس، لكن ظهرت أصوات داخله تنتقد اختيارها، حيث قالت أبيجيل سبانبرجر، النائبة الديمقراطية عن ولاية فرجينيا والضابطة السابقة في وكالة المخابرات المركزية، إنها «شعرت بالفزع» من اختيار جابارد، وأضافت: «باعتباري عضواً في لجنة المخابرات بمجلس النواب، أشعر بقلق عميق بشأن ما ينذر به هذا الترشيح لأمننا القومي».
وعلى مدار السنوات الثماني من وجودها داخل مجلس النواب، فقد عملت جابارد في لجان القوات المسلحة والشؤون الخارجية والأمن الداخلي، لكنها لم تعمل مطلقاً في لجنة الاستخبارات.
وتم إنشاء مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، للتنسيق بين الأجهزة الـ18، مثل وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي والتأكد من أن الوكالات في كثير من الأحيان لا تسمح لتهديدات الأمن القومي الملحة، بالتسلل من خلال الثغرات بينها.
وعلى الرغم من المكتب يمثل نقطة مركزية لتنسيق المعلومات الاستخبارية، فإنه لا يرسل في الواقع عملاء أو كوماندوز أو أقمار تجسس خلف خطوط العدو. ومن بين مهامها الإضافية تقديم ملخص يومي لترامب بشأن التقارير المخابراتية، بينما يرجح خبراء أن من تولى هذا المنصب لم يرق إلى مستوى المسؤولية المطلوبة حتى الآن ولكن إذا تولاه الشخص المناسب فقد يحقق الكثير، خصوصاً إذا كانت علاقته قوية بالرئيس.
أخبار متعلقة :