
في حياتنا اليومية نواجه مواقف تكشف لنا الكثير عن أخلاق الناس وأحد أكثر الأماكن التي يظهر فيها ذلك بوضوح هو الطريق، فطريقة قيادة الشخص تعكس في كثير من الأحيان جزءًا كبيرًا من شخصيته وتعامله مع الآخرين، ولهذا ربما يكون من المناسب أن نعيد النظر في سلوكياتنا على الطريق وأن نعتبر أن القيادة ليست مجرد مهارة بل اختبار حقيقي لأخلاقنا واحترامنا للآخرين، فالاحترام لا يُقاس بقيمة السيارة، بل بطريقة تعاملنا مع من حولنا، سواء كنا خلف عجلة القيادة أو في أي جانب آخر من الحياة.
كيف تميّز النحيس والمتكبر؟
النحيس والمتكبر في الطريق هو ذلك الشخص الذي لا يراعي الآخرين، يسرع بسيارته عندما يراك تحاول الدخول إلى الطريق الرئيسي لا يفسح المجال بل ربما يزيد سرعته ليمنعك من المرور وكأنه وحده صاحب الحق في الطريق، على النقيض تمامًا تجد الإنسان المؤدب وابن الحلال الذي يخفف السرعة ليتيح لك الدخول، ويفكر في الآخرين كما يفكر في نفسه.
مواقف يومية تكشف حقيقة الأشخاص
في أحد الأيام كان هناك شخص يقود سيارة قديمة لا تتعدى قيمتها ثلاثة آلاف دينار وفوجئ بشخص خلفه يقود سيارة فارهة تتجاوز قيمتها الثلاثين ألفًا، ويضغط على المنبه بعصبية وكأنه يقول “ابتعد عن طريقي، هذا الشارع لي وحدي”، وكأن قيمة السيارة تحدد قيمة صاحبها أو حقوقه في الطريق.
المشكلة لا تكمن في مجرد موقف عابر بل في عقلية بعض السائقين، حيث يرى البعض أن الطريق ساحة لإثبات التفوق المزعوم، سواء من خلال السيارات الفارهة أو بالتصرفات العدوانية والأنانية، هؤلاء الأشخاص ليسوا فقط متكبرين في القيادة، بل يمكن أن يكون تكبرهم جزءًا من حياتهم اليومية، سواء مع عائلاتهم أو زملائهم أو حتى في تعاملاتهم الاجتماعية.
أين اختفت أخلاق الطريق؟
الطريق هو مرآة الأخلاق فالشخص الذي يفسح المجال للآخرين ويتصرف بلباقة واحترام، غالبًا ما يكون كذلك في حياته اليومية، أما المتكبر في القيادة فهو متكبر في بيته، في عمله، وفي تعاملاته مع الناس.
اللهم قلل النحساء والمتكبرين في طرقنا وفي حياتنا، واجعل الاحترام والتواضع هو القاعدة وليس الاستثناء.
تعليقات