في عالم الاستثمار الرقمي أصبح حلم الثراء السريع فخًا يقع فيه الكثيرون وآخر تلك الفصول المؤلمة كانت منصة FBC التي استدرجت آلاف المصريين بوعود زائفة، قبل أن تختفي فجأة تاركة وراءها ضحايا فقدوا أموالهم دون أي سبيل لاستردادها.
منصة FBC إغراء بالمال السهل
بدأت المنصة نشاطها بتقديم نموذج استثماري يعتمد على تنفيذ مهام بسيطة مثل مشاهدة الفيديوهات والترويج للتطبيقات مقابل عوائد مالية مغرية، وسرعان ما انتشرت الفكرة خاصة مع اعتمادها على التسويق الشبكي، حيث كان كل مستثمر مطالبًا بجلب المزيد من الأفراد للحصول على مكافآت إضافية.
شهادات الضحايا
محمد عمر أحد الضحايا روى كيف استثمر 11 ألف جنيه في المنصة، وبدأ بجني أرباح بسيطة في البداية، مما جعله يثق في المشروع. ومع الوقت، لاحظ أن القائمين على المنصة يوسعون نشاطهم، ويفتحون فروعًا جديدة في المحافظات لجذب المزيد من العملاء، لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما توقفت المنصة فجأة، وأغلق القائمون عليها هواتفهم، تاركين المستثمرين في حالة من الصدمة والذهول.
أسلوب الخداع.. استراتيجية محكمة للنصب
لم تكن هذه المنصة تعتمد على الأرباح الحقيقية، بل كانت تعمل بنظام “البونزي”، حيث يتم دفع الأموال القديمة من استثمارات العملاء الجدد، وكلما توسعت الدائرة، زادت احتمالية الانهيار وهو ما حدث بالفعل، كما استخدمت المنصة أساليب نفسية لخداع المستثمرين، مثل تنظيم لقاءات وحفلات لجذب مزيد من المشتركين، وإيهامهم بأنهم سيحققون ثروات طائلة.
اختفاء القائمين على المنصة
مع اختفاء القائمين على المنصة، وجد الضحايا أنفسهم أمام واقع مرير دون أي جهة يمكنهم اللجوء إليها لاستعادة أموالهم، وبالرغم من التحذيرات المتكررة من الجهات الرسمية حول الاستثمار في المنصات غير الموثوقة، إلا أن الحلم السريع بالثراء لا يزال يدفع الكثيرين إلى الوقوع في هذا الفخ.
دروس مستفادة.. لا للربح السريع دون ضمانات
ما حدث مع منصة FBC ليس الأول ولن يكون الأخير، لكنه درس جديد يوضح أهمية التحقق من أي منصة استثمارية قبل ضخ الأموال فيها، فالوعود المغرية قد تخفي وراءها أكبر عمليات الاحتيال، مما يجعل الحذر واجبًا على كل من يفكر في استثمار أمواله عبر الإنترنت.
تعليقات