
فقدت الساحة الفنية التونسية أحد رموزها البارزين الحبيب الشعري الذي يعد من أبرز الأسماء في مجال التمثيل والإنتاج السينمائي، ترك الراحل بصمة مميزة في تاريخ السينما التونسية من خلال مشاركته في العديد من الأفلام التي شكلت علامة فارقة في المشهد السينمائي الوطني، إلى جانب حضوره القوي في الإنتاجات الأجنبية.
الحبيب الشعري ورحلة حافلة بالعطاء
بدأ الحبيب الشعري مسيرته الفنية في مرحلة مفصلية من تاريخ دولة تونس، حيث شارك في أول فيلم تونسي طويل بعد الاستقلال، “الفجر”، ليؤكد منذ البداية قدرته على تقديم أداء مميز يلامس الواقع الاجتماعي والثقافي للبلاد، تواصلت نجاحاته مع أفلام بارزة مثل “المتمرد” عام 1968 و”الفلاقة” عام 1970، الذي استطاع أن يحجز مكانه في المنافسة على الجائزة الذهبية ضمن مهرجان موسكو السينمائي الدولي عام 1971.
حضور عالمي وتأثير قوي
لم تقتصر مسيرة الراحل على الإنتاجات المحلية فحسب، بل كانت له مشاركات لافتة في حوالي سبعين فيلمًا أجنبيًا، خاصة في السينما الإيطالية والعالمية، مستفيدًا من حركة تصوير الأفلام الأجنبية التي احتضنتها تونس لسنوات عديدة، هذا الانفتاح على السينما العالمية ساعده في تطوير أدواته الفنية واكتساب خبرات جديدة، جعلته أحد الوجوه السينمائية البارزة في تونس وخارجها.
إسهامات في الإنتاج والإشراف على الأعمال الدرامية
إلى جانب التمثيل لعب الحبيب الشعري دورًا محوريًا في إنتاج العديد من الأعمال السينمائية، وكان له تأثير كبير في المجال التلفزيوني، حيث أشرف على تنفيذ العديد من المسلسلات التي لاقت نجاحًا لدى الجمهور التونسي، وبرحيل الحبيب الشعري تفقد الساحة السينمائية التونسية شخصية استثنائية، أثرت المشهد الفني بأعمال تركت أثرًا عميقًا في الذاكرة الجماعية، سيبقى اسمه محفورًا في تاريخ السينما التونسية، كأحد المبدعين الذين أسهموا في بناء صناعة سينمائية وطنية ذات طابع خاص، استطاعت أن تجد لنفسها مكانًا على الساحة الدولية.
تعليقات