أقدم أستاذ التربية الإسلامية، فاضل الجلولي، في واقعة مأساوية هزت المجتمع التونسي، على إنهاء حياته داخل منزله في منطقة الشابة بمحافظة المهدية، بعد تعرضه لحملة تنمر واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أثارت الواقعة غضبًا واسعًا في الأوساط التعليمية والاجتماعية، ودعت النيابة العمومية إلى فتح تحقيق شامل في ملابسات الواقعة، ومن خلال فقرات المقال سنتعرف على التفاصيل.
انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو للجلولي، تظهره في مواقف اعتبرها البعض رد فعل على استفزازات قام بها عدد من طلابه، وتعرض الأستاذ لانتقادات حادة وتنمر واسع، مما أدى إلى أزمة نفسية حادة انتهت بإقدامه على هذا الفعل المأساوي.
نفذ المعلمون في منطقة الشابة إضرابًا شاملًا في كافة المؤسسات التعليمية، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”تردي أوضاع العمل في قطاع التعليم”،وصرح عمر نصر، كاتب عام نقابة التعليم الثانوي بالمهدية التابعة لدولة تونس، أن الحادثة جاءت نتيجة “تجاهل الإدارة المحلية للتحذيرات بشأن المضايقات والتنمر الذي تعرض له الأستاذ”، وأشار نصر إلى أن الجلولي كان يعاني من ضغوطات مستمرة داخل المدرسة وخارجها، شملت تصرفات غير أخلاقية من بعض الطلاب وحتى من أفراد خارج المؤسسة التربوية، وأكد أن التنبيهات التي قدمت للإدارة بشأن هذه الممارسات لم تجد أي استجابة تذكر.
صرح فريد بن جحا، المتحدث باسم محاكم ولايتي المهدية والمنستير، بأن السلطات القضائية فتحت تحقيقًا لمعرفة أسباب الحادثة التي أثارت جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وأوضح أن المعلم كان قد واجه سابقًا شكاوى بشأن ممارسات عنيفة داخل الفصل، بالإضافة إلى نشر مقاطع فيديو له من قبل طلابه، تضمنت مشاهد وصفها البعض بالعنيفة.
أكدت نقابة التعليم في المهدية أن زميلهم تعرض لحملة تنمر قاسية كانت السبب في هذه النهاية المأساوية، وفي تعبير عن التضامن، شهدت أغلب المدارس والمعاهد في المهدية إضرابًا يوم الخميس، وانتقلت التحركات الاحتجاجية إلى العاصمة يوم الجمعة، وأوضح ممثل عن نقابة التعليم أن الاحتجاجات ستستمر ما لم تتحرك السلطات لمعالجة الأوضاع المتأزمة في مؤسسات التعليم الثانوي، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ خطوات جدية للتصدي لمثل هذه الظواهر التي تؤثر على العاملين في القطاع التربوي.