بدء المحادثات بين أوكرانيا وأمريكا.. ضغوط لإنهاء النزاع

بدء المحادثات بين أوكرانيا وأمريكا.. ضغوط لإنهاء النزاع

في ظل الظروف الحالية، بدأت أوكرانيا محادثات حساسة في الولايات المتحدة لبحث خطة واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا، وذلك بعد ضغوط متزايدة على كييف عقب إقالة مسؤول رفيع في مكتب الرئيس زيلينسكي، بينما تصاعدت الهجمات الروسية على العاصمة الأوكرانية، مما يزيد من تعقيد المشهد. الوفد الأوكراني، الذي يقوده رستم عمروف، يناقش مع المسؤولين الأمريكيين صيغة جديدة للخطة التي أثارت تساؤلات حول مدى قبولها في أوكرانيا، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية المتبادلة. وفي الوقت نفسه، تواصل أوكرانيا استهداف منشآت حيوية في روسيا، مما يعكس تصعيدًا في الصراع، بينما تظل المفاوضات اختبارًا حقيقيًا لقدرة كييف على التعامل مع الضغوط الداخلية والخارجية.

تحديثات جديدة حول المفاوضات الأوكرانية
تم تحديثه الأحد 2025/11/30 02:29 م بتوقيت أبوظبي

في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق ينهي النزاع المستمر منذ سنوات، بدأ وفد أوكراني محادثات حساسة في الولايات المتحدة لمناقشة خطة واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا.

تأتي هذه الخطوة وسط ضغوط متزايدة على كييف بعد إقالة أحد أبرز المسؤولين في مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وفي ظل تصعيد روسي ملحوظ على العاصمة الأوكرانية.

تتزامن هذه التحركات الدبلوماسية مع تنفيذ كييف ضربات مباشرة على منشآت الطاقة والنفط الروسية، مما يزيد من حدة التوتر في المشهد.

خطة أمريكية مثيرة

يقود رستم عمروف الوفد الأوكراني الذي يلتقي وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف في فلوريدا لمناقشة النسخة المحدثة من الخطة الأمريكية المقترحة لوقف الحرب.

تتكون الخطة الأصلية من 28 بندًا وتم إعدادها دون مشاركة حلفاء أوروبا، وتضمنت انسحاب القوات الأوكرانية من دونيتسك واعترافًا أمريكيًا فعليًا بسيطرة روسيا على دونيتسك والقرم ولوغانسك، ورغم وجود تعديلات لاحقة بعد رفض كييف واعتراضات واسعة من أوروبا، تظل النسخة الحالية غامضة وتثير تساؤلات حول مدى قبولها داخل أوكرانيا.

تأتي هذه المحادثات في وقت يواجه فيه زيلينسكي اضطرابًا داخليًا بعد إقالته مدير مكتبه وكبير مفاوضيه أندريه يرماك بسبب تحقيقات فساد، وهو ما أربك الأجواء السياسية في لحظة تفاوضية حساسة للغاية.

بالتوازي، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيجتمع بزيلينسكي في باريس يوم الاثنين لمناقشة تداعيات الخطة.

تصعيد روسي متواصل على كييف

على الأرض، تكثف روسيا هجماتها الليلية على العاصمة الأوكرانية، حيث تم استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ على مدى ليلتين متتاليتين.

في مساء السبت، أسفر هجوم بمسيرة عن مقتل شخص وإصابة 11 آخرين في ضواحي كييف، بينهم طفل، وذلك بعد ساعات من هجوم روسي آخر أدى إلى ثلاثة قتلى وانقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف في أوكرانيا.

رغم تأكيد موسكو أن الضربات تستهدف بنية تحتية للطاقة مرتبطة بالصناعات العسكرية، تؤكد كييف أن الهدف الحقيقي هو إضعاف المدنيين وزيادة الضغط على العاصمة قبل أي مفاوضات.

وفي شهادة إنسانية، قالت الصحفية غالينا بوندارنكو إن شظايا من إحدى الضربات سقطت داخل غرفتها: "سقطت إحدى الشظايا قرب السرير، ضربت السرير ثم علقت"

عمليات أوكرانية ضد روسيا

بالتوازي مع الهجمات الروسية، زادت أوكرانيا من عملياتها في البحر الأسود ومحيط بحر قزوين، مستهدفة منشآت حيوية في قطاع الطاقة الروسي.

توقفت العمليات في أحد أكبر موانئ النفط الروسية بعد هجوم بزوارق مسيرة أصاب منشأة تابعة لكونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين الذي تشارك فيه شركات كبرى، ووصف الكونسورتيوم الضربة بأنها "هجوم إرهابي".

كما أعلن مصدر أمني أوكراني مسؤولية كييف عن استهداف ناقلتي النفط "فيرات" و"كايروس" في البحر الأسود، ضمن ما يُشتبه بأنه "أسطول الشبح" الذي تستخدمه روسيا للتحايل على العقوبات، وأكدت تركيا وقوع انفجارات قرب سواحلها، حيث أصيبت إحدى الناقلتين مرتين خلال يومين.

ونشر المصدر تسجيلًا يظهر مسيرات "سي بيبي" البحرية وهي تتجه نحو السفينتين قبل الانفجار.

بين خطة أمريكية غير مكتملة الملامح وتصعيد عسكري متبادل بين كييف وموسكو، تدخل أوكرانيا مرحلة تفاوضية معقدة قد تحدد مستقبل الحرب، بينما تبقى محادثات فلوريدا اختبارًا حقيقيًا لقدرة كييف على التفاوض في ظل ضغوط داخلية وخارجية غير مسبوقة منذ بداية النزاع.

شروط روسيا

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أن موسكو ستوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا إذا وافقت قوات كييف على الانسحاب من الأراضي التي تطالب بها روسيا.

وكشف خلال مؤتمر صحفي سابق عن اشتراطه "مغادرة القوات الأوكرانية الأراضي المحتلة، وبعدها سيوقف القتال، وإذا لم تغادر، سترط بالقوة العسكرية".

ولم يحدد بوتين ما إذا كان يقصد فقط منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا اللتين تعتبران أولوية للكرملين، أو أيضًا منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.

أعلنت روسيا في سبتمبر 2022 ضم هذه المناطق الأربع التي لا تسيطر عليها بشكل كامل.

كرر بوتين أن الخطة الأمريكية قد تشكل "أساسًا لاتفاقات مستقبلية" بين موسكو وكييف، موضحًا أن إحدى "النقاط الرئيسية" في المفاوضات مع واشنطن ستكون الاعتراف بضم إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم.

Google News تابعوا آخر أخبار إقرأ نيوز عبر Google News
تيليجرام انضم لقناة إقرأ نيوزعلى تيليجرام