في ليلة مضيئة بروحانياتها، ودّعت المملكة العربية السعودية أحد أبطالها المخلصين، رئيس الرقباء الدهري معاضب سعيد المسعر، الذي وافته المنية في ليلة 27 رمضان 1446هـ، وهي ذات الليلة التي وُلد فيها قبل 42 عامًا، ليختتم حياته في نفس اليوم الذي بدأ فيه رحلته في الدنيا.
مسيرة حافلة بالشجاعة والتضحية
كرّس الفقيد حياته لخدمة وطنه، حيث كان أحد جنود الحد الجنوبي الذين واجهوا المخاطر بشجاعة لحماية المملكة، وخلال إحدى العمليات العسكرية عام 2018، أصيب بإصابة بالغة في الرأس أثناء تأدية واجبه، مما استدعى نقله إلى الرياض عبر الإخلاء الطبي لتلقي العلاج. وبرغم التحديات الصحية التي واجهها لسنوات، ظل نموذجًا يُحتذى به في الصبر والصمود.
تكريم مستحق من القيادة الرشيدة
لم تغفل القيادة السعودية عن تضحيات رئيس الرقباء الدهري المسعر، حيث صدر توجيه كريم بترقيته إلى رئيس رقباء بعد تقاعده طبيًا، وذلك تقديرًا لما قدمه من خدمات جليلة في سبيل الدفاع عن الوطن، وجاءت هذه الترقية لتعكس حرص القيادة على تكريم جنودها الأوفياء الذين قدموا أرواحهم وحياتهم في سبيل أمن المملكة واستقرارها.
رحيل مؤثر وكلمات وفاء من عائلته
في مشهد يملؤه الحزن والاعتزاز، ودّع أهل الفقيد ومحبيه ابنهم البطل الذي بقيت بصمته خالدة في ذاكرة الوطن. وفي تصريح مؤثر، قال شقيقه فهد معاضب:
“رحل بطل من أبطال الحد الجنوبي في ليلة 27 رمضان، وهي الليلة التي وُلد فيها. لقد ترك لنا إرثًا من العزة والشرف، ونسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.”
الصلاة على الفقيد ومراسم الدفن
تمت الصلاة على الفقيد بعد صلاة العصر في جامع الراجحي بمدينة الرياض، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة النسيم، وسط حضور كبير من أسرته وأصدقائه وزملائه في القوات المسلحة، الذين وقفوا للدعاء له واستذكار مآثره.
رسالة تقدير لأبطال القوات المسلحة
يُعد رحيل الدهري المسعر رسالة وفاء لكل جندي مرابط يضحي من أجل الوطن، فهو رمز للتضحية والصمود، ومثال يُحتذى به في الإخلاص للوطن والقيادة، وقصته ستظل نقشًا خالدًا في سجل البطولات العسكرية السعودية، حيث يُجسد شجاعة أبناء المملكة الذين يقفون على الخطوط الأمامية لحماية حدودها.
رحم الله رئيس الرقباء الدهري المسعر وأسكنه فسيح جناته، وجعل تضحياته في ميزان حسناته، ونسأل الله أن يحفظ جنود المملكة الأبطال، الذين يواصلون بذل الغالي والنفيس دفاعًا عن تراب هذا الوطن العظيم.
تعليقات