
في ظل انتشار مقطع فيديو مؤثر عبر منصات التواصل الاجتماعي، يُظهر طفلاً يصرخ داخل قسم الاستعجالي بمستشفى القصرين، وسط اتهامات بعدم توفر طبيب لمعالجته، خرجت إدارة المستشفى عن صمتها وأصدرت بيانًا رسميًا يوضح ملابسات الحادثة، ويضع الأمور في نصابها الصحيح.
تفاصيل الواقعة وتدخل الفريق الطبي
بحسب بيان إدارة مستشفى القصرين بدولة تونس فإن الطفل المعني قد وصل إلى قسم الاستعجالي بعد تعرضه لإصابة على مستوى الرأس، وبمجرد استقباله، تم تقديم الإسعافات الأولية له من قبل الطاقم الطبي المتواجد آنذاك، حيث تم تنظيف الجرح وتعقيمه وتضميده لتجنب أي مضاعفات صحية.
وأكدت الإدارة أن الفريق الطبي تعامل مع الحالة وفق البروتوكولات المعتمدة، ولم يتم إهمال الطفل كما تم الترويج له في بعض المنصات الإعلامية.
سبب غياب طبيب الجراحة وتأخير العلاج
فيما يتعلق بالاتهامات التي طالت المستشفى حول غياب الطبيب المعني، أوضحت الإدارة أن طبيب الجراحة العامة لم يكن متواجدًا في اللحظة التي احتاج فيها الطفل للتدخل، نظرًا لانشغاله بحالة طارئة أخرى داخل المستشفى.
وأضافت أن الفريق الطبي قام بإبلاغ الطبيب فورًا، ليتم استدعاؤه على وجه السرعة لإجراء التدخل المطلوب، وأكدت الإدارة أن هذا الأمر طبيعي في المستشفيات الحكومية التي تواجه ضغطًا متزايدًا، خاصة في أقسام الاستعجالي التي تستقبل يوميًا العشرات من الحالات الحرجة.
ردود الفعل والتأثير الإعلامي
أثار الفيديو المتداول استياء الكثير من المواطنين، حيث عبّر عدد كبير منهم عن غضبهم من تكرار مثل هذه الحوادث، وطالبوا بضرورة تحسين مستوى الخدمات الطبية وسد أي نقص في الكوادر الصحية، خاصة في المناطق الداخلية.
وفي المقابل، أكدت إدارة المستشفى أن تداول مثل هذه المقاطع دون التحقق من تفاصيلها قد يؤدي إلى تضخيم الأمور، ويؤثر سلبًا على سمعة المؤسسة الصحية والعاملين فيها، الذين يبذلون جهودًا كبيرة رغم قلة الإمكانيات والضغط المستمر.
التزام المستشفى بتحسين الخدمات الصحية
في ختام بيانها، شددت إدارة المستشفى على التزامها الكامل بتوفير أفضل الخدمات الصحية الممكنة للمواطنين، والعمل على تلافي أي تقصير قد يحدث نتيجة الضغوطات اليومية التي تواجهها الكوادر الطبية.
كما دعت المواطنين ووسائل الإعلام إلى التثبت من صحة المعلومات قبل نشرها، وتقديم النقد البناء الذي يساعد في تحسين المنظومة الصحية بدلًا من نشر أخبار قد تؤدي إلى تشويه الجهود المبذولة.
تعليقات