
في ظل أزمة الجفاف التي أثرت على الثروة الحيوانية وارتفاع أسعار اللحوم أعلنت الرئاسة الجزائرية عن خطة لاستيراد مليون رأس ماشية تحسبًا لعيد الأضحى المقبل، وجاء هذا القرار خلال اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، حيث تم تكليف وزارة الفلاحة بوضع دفتر شروط يسمح بإطلاق استشارة دولية لاستيراد الماشية من دول قادرة على تزويد السوق الجزائرية بالكميات المطلوبة.
إجراءات حكومية لضبط الأسعار
أكدت الرئاسة الجزائرية أن الدولة ستتكفل بعملية الاستيراد عبر مؤسساتها وهيئاتها المتخصصة، وذلك لضمان توفر الأضاحي بأسعار مقبولة، كما شدد الرئيس تبون على ضرورة تحديد سقف للأسعار في دفتر الشروط، حتى لا يتحمل المواطنون أعباء مالية إضافية عند شراء الأضاحي.
وسيتم العمل مع تعاونيات عمومية متخصصة في قطاع الفلاحة عبر مختلف الولايات، وذلك لتسهيل عملية بيع الأضاحي مباشرة للمستهلكين، بالتنسيق مع الهيئات المخولة.
الجفاف يرفع أسعار اللحوم
تعاني الجزائر من موجة جفاف غير مسبوقة أثرت بشدة على المناطق المعروفة بتربية الأغنام، الممتدة من الحدود التونسية شرقًا إلى الحدود المغربية غربًا. وقد تسبب ذلك في ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بشكل كبير، مما دفع الحكومة إلى استيراد لحوم من أوروبا وأمريكا اللاتينية والهند لسد النقص في الأسواق.
يتجاوز سعر كيلوغرام لحم الغنم 3000 دينار جزائري (أكثر من 22 دولارًا)، بينما وصل سعر لحوم الأبقار إلى 2800 دينار (21 دولارًا).
ارتفاع غير مسبوق في أسعار الأضاحي
خلال عيد الأضحى لعام 2024 شهدت الجزائر زيادة قياسية في أسعار الماشية، حيث بلغ السعر الأدنى للكباش 70 ألف دينار (530 دولارًا)، بينما وصلت بعض السلالات المحلية عالية الجودة إلى 500 ألف دينار (3787 دولارًا)، مما أدى إلى عزوف الكثير من المواطنين عن شراء الأضاحي.
وبحسب الإحصائيات الرسمية، تمتلك الجزائر نحو 18 مليون رأس غنم و6 ملايين رأس ماعز، إلا أن الجفاف المستمر قلل من المعروض في الأسواق، ما تسبب في أزمة ارتفاع الأسعار.
هل ستساهم الاستيرادات في تخفيف الأزمة؟
يرى بعض الخبراء أن استيراد الماشية يمكن أن يساهم في خفض الأسعار وتوفير الأضاحي للمواطنين بأسعار معقولة، إلا أن نجاح الخطة يعتمد على آلية التوزيع وضمان عدم احتكار التجار لهذه المواشي، ومع اقتراب عيد الأضحى يترقب الجزائريون مدى فعالية هذه الإجراءات الحكومية في تخفيف العبء الاقتصادي عن كاهلهم.
تعليقات