الباحثة العمانية الدكتورة منى الحبسي بين الإنجاز العلمي والمعركة لأجل الحقوق.. رسالة أخيرة

نقلاً عن الصحف الرسمية بسلطنة عمان قالت، أنه في عالم البحث العلمي يعتبر تحقيق إنجاز طبي خطوة نحو تغيير حياة الكثيرين، لكنه قد يتحول إلى معركة طويلة لحفظ الحقوق الفكرية، وهذا ما حدث مع الباحثة العمانية منى الحبسي التي وجدت نفسها أمام تحديات قانونية وإدارية بعد إسهامها في بحث رائد بمجال طب السرطان المناعي،
رحلة علمية مميزة
منى الحبسي باحثة عمانية حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة كيوتو اليابانية، كانت جزءًا من فريق علمي ساهم في أبحاث أدت إلى فوز أحد العلماء بجائزة نوبل للطب عام 2018. خلال دراستها، توصلت إلى استراتيجية جديدة لعلاج السرطان المناعي لدى كبار السن، وهو ابتكار طبي مهم نظرًا لانخفاض استجابة هذه الفئة للعلاجات التقليدية.
صدام بين الطموح والعراقيل
رغم الأهمية الكبيرة لاكتشافها وجدت الحبسي نفسها أمام تحدٍ غير متوقع، فمع اقتراب موعد تخرجها، تلقت تهديدات مبطنة بعرقلة مسيرتها الأكاديمية إن استمرت في المطالبة بتسجيل براءة اختراع باسمها. وجدت نفسها مضطرة للاختيار بين الحصول على شهادة الدكتوراه أو المطالبة بحقوقها الفكرية، الأمر الذي وضعها تحت ضغط نفسي كبير.
الباحثة العمانية الدكتورة منى الحبسي
بفضل دعم السفارة العمانية في اليابان تمكنت منى من استكمال دراستها دون خسارة شهادتها، لكنها لم تتخلّ عن سعيها لاستعادة حقوقها خاصة بعد عودتها إلى عمان، حيث بدأت في مراسلة الجهات المختصة مثل وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي، لكن بدلاً من الحصول على دعم رسمي، واجهت تجاهلاً تامًا ووعودًا لم تُنفَّذ، حتى عندما التقت بوزير الصحة الذي وعدها بتحويل قضيتها إلى وزارة الخارجية، إلا أن القضية بقيت بلا حل.
عروض من مؤسسات بحثية
مع استمرار المماطلة، شعرت الحبسي وكأنها مجرد كرة تتقاذفها الجهات الرسمية دون نتيجة، مما دفعها إلى البحث عن خيارات أخرى، لم يفتقر إنجازها العلمي إلى التقدير عالميًا، فقد تلقت عروضًا من مؤسسات بحثية في إيطاليا وأمريكا والإمارات والسعودية وفرنسا، لكن رغبتها في خدمة وطنها أبقتها متمسكة بالأمل حتى اللحظة الأخيرة.
رسالة أخيرة للمسؤولين
منى لم تكن وحدها في هذه المواجهة إذ وجدت دعمًا من زميلاتها وصديقاتها اللواتي ساعدنها في إيصال قصتها إلى الإعلام، وعندما تحدثت علنًا عبرت عن شعورها بالخذلان من المؤسسات العمانية، مقارنةً بالاحتفاء الذي لقيته في اليابان، حيث أُجريت حول أبحاثها لقاءات صحفية وندوات علمية.
وفي رسالتها الأخيرة، دعت الحبسي المسؤولين إلى الالتفات إلى العقول الوطنية المتميزة، ودعم الباحثين العمانيين بدلًا من دفعهم للهجرة بحثًا عن التقدير. وأكدت أن العمانيين يتمتعون بالكفاءة والذكاء، لكن غياب الدعم يجعلهم يبحثون عن التقدير خارج حدود بلادهم.
تعليقات