حكم اخراج زكاة المال شنط رمضان
الزكاة هي ركن عظيم من أركان الإسلام، ولها فوائد كبيرة في الدنيا والآخرة، فهي تطهر المال والنفس تعزز روح التعاون الاجتماعي، وتفتح أبواب البركة والرزق، بالإضافة إلى أنها وسيلة لإغناء الفقراء والمساكين وتحقيق العدالة الاجتماعية، في الآخرة تعد الزكاة سببًا لمغفرة الذنوب ودخول الجنة، لذا على المسلم أن يحرص على إخراج زكاته بنية خالصة لله وأن يتذكر الأجر العظيم الذي ينتظره في الدنيا والآخرة، “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا” (التوبة: 103)، ولكن هل يجوز إخراج الزكاة في صورة مواد غذائية أو شنط رمضان؟
يختلف الفقهاء في حكم إخراج الزكاة على شكل شنط رمضان أو مواد غذائية، ويرجع هذا الاختلاف إلى عدة عوامل تتعلق بنية الزكاة وطريقة إخراجها، وفيما يلي التفصيل في هذه المسألة:
بعض العلماء يرون أن إخراج الزكاة نقدًا هو الأفضل، لأنه يتيح للمستحقين الاختيار فيما يحتاجونه تحديدًا، وقد تكون لديهم أولويات خاصة لا يمكن تلبية احتياجاتهم من خلالها فقط من خلال المواد الغذائية. من ناحية أخرى، يرى البعض أن إخراج الزكاة عينيًا، مثل شنط رمضان، له مزايا في توفير احتياجات الأسر الفقيرة بشكل مباشر خلال شهر رمضان، ولكن إخراج زكاة المال في شكل شنط رمضان جائز شرعًا إذا كانت تحتوي على مواد غذائية أساسية تلبي احتياجات الفقراء، مع التأكد من أن قيمتها تساوي الزكاة الواجبة.
في الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة” (رواه مسلم)، ذلك أن الزكاة تكون ظلًا لصاحبها يوم القيامة فينجيه الله بها من عذاب النار ويُعطيه جزاءً كبيرًا في الجنة.