هالة الميداني
في قلب دبي المدينة التي تحتضن الجميع عاش كثيرون وتركوا بصماتهم لكن قلة هم من أصبحوا جزءًا من نسيجها الروحي والاجتماعي، كانت هالة الميداني واحدة من هؤلاء، امرأة صنعت لنفسها مكانًا مميزًا في قلوب أهل دبي بروحها الإيجابية وحبها للحياة، منذ وصولها إلى الإمارات قبل أكثر من أربعة عقود لم تكن مجرد مقيمة، بل تحولت إلى رمز للعطاء والبساطة تعيش يومها بين الناس والحيوانات التي اعتادت رعايتها وتنشر حولها طاقة من الدفء والمحبة.
بكلمات مؤثرة نعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي، السيدة هالة الميداني التي عاشت في دبي لأكثر من 45 عام، وكانت رمزًا للحب والإيجابية في شوارعها وأسواقها القديمة، لم تكن مجرد مقيمة سورية اختارت دبي وطنًا ثانيًا، بل أصبحت جزءًا من نسيجها الاجتماعي، حيث أحبها الناس كما أحبتهم وعرفت بعفويتها ودفئها وروحها المتفائلة.
وصلت هالة إلى دبي لأول مرة عام 1971 برفقة زوجها وعاصرت مراحل تطور المدينة حتى أصبحت شاهدة على نهضتها المتسارعة، لم تكن علاقتها بدبي عادية بل كانت كما وصفتها “أحبها حبًا ليس بإرادتي”، عبر السنين صنعت لنفسها أسلوب حياة فريدًا فكانت تستيقظ يوميًا في الرابعة فجرًا وتبدأ يومها بإطعام الطيور والقطط التي ألفت وجودها وانتظرتها كل صباح.
لم يكن حبها للحياة مقتصرًا على الناس فقط، بل امتد إلى الطبيعة والحيوانات، وكان لذلك صدى واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت فيديوهاتها وهي تتحدث عن عشقها لدبي وطقوسها اليومية، عُرفت بممارستها الرياضة بشغف، فكانت تواظب على المشي والسباحة واليوغا، مؤكدة أن هذه العادات منحتها طاقة إيجابية وساعدتها على الاحتفاظ بروحها الشابة.
برحيل هالة الميداني، تفقد دبي واحدة من شخصياتها المحبوبة لكنها تترك خلفها قصة ملهمة عن امرأة جعلت من الحب والبساطة أسلوب حياة، وأثبتت أن الانتماء الحقيقي لا تصنعه الجنسيات، بل تصنعه القلوب.