رغم التحسن الطفيف الذي شهدته الليرة السورية مقابل الدولار، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام استقرار الاقتصاد المحلي، وإذا استمرت الجهود الدبلوماسية في فتح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية وتخفيف العقوبات، فقد نشهد تحسنًا تدريجيًا في سعر الصرف خلال الفترة المقبلة، ومع ذلك، سيظل الوضع المالي في سوريا مرهونًا بالتطورات السياسية والاقتصادية القادمة.
الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي
شهدت الليرة السورية تحسنًا طفيفًا مقابل الدولار الأمريكي، خلال تعاملات اليوم الخميس 20 فبراير 2025، في السوق السوداء بمختلف المدن السورية، مما يعكس بعض التغيرات في المشهد الاقتصادي والمالي داخل البلاد، كما حدد المصرف المركزي السوري سعر صرف الدولار عند 13,200 ليرة للشراء و13,332 ليرة للبيع، مع تحديد السعر الوسطي عند 13,266 ليرة لكل دولار أمريكي، وفي المقابل استقر سعر الدولار في السوق السوداء عند 10,100 ليرة للشراء و10,250 ليرة للبيع في دمشق، بينما تراوحت الأسعار في مناطق أخرى مثل إدلب وحلب والحسكة بين 10,000 و10,400 ليرة.
التغيرات في أسعار العملات الأجنبية
لم يقتصر التغير في سعر الصرف على الدولار فقط، بل شهدت الليرة السورية تذبذبًا أمام العملات الأجنبية الأخرى، حيث بلغ سعر صرف اليورو في السوق السوداء 10,530 ليرة للشراء و10,692 ليرة للبيع، بينما سجلت الليرة التركية نحو 276 ليرة للشراء و282 ليرة للبيع، يأتي هذا التحسن الطفيف في قيمة الليرة في ظل تقارير عن إمكانية إعادة فتح السفارة الألمانية في دمشق، وهو ما قد يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين سوريا وألمانيا، خاصة مع الاهتمام الألماني المتزايد بالاستثمار في السوق السورية.
وزير الاقتصاد السوري
كما أشار وزير الاقتصاد السوري باسل عبد الحنان، إلى أهمية تخفيف العقوبات الدولية وإعادة دمج سوريا في النظام المصرفي العالمي لإنعاش الاقتصاد المحلي، ورغم هذه المؤشرات الإيجابية لا تزال العقوبات المفروضة على القطاع المصرفي السوري، بالإضافة إلى تحديات داخلية مثل التضخم وندرة العملات الأجنبية تعيق أي تحسن مستدام في قيمة الليرة السورية، لذلك فإن مستقبل سعر الصرف يعتمد بشكل كبير على التطورات السياسية والاقتصادية في الأشهر القادمة، خاصة فيما يتعلق بالمباحثات الدولية حول تخفيف العقوبات وإعادة هيكلة الاقتصاد السوري.
تعليقات