منصور الرقيبة
أفرجت السلطات السعودية مؤخرًا عن رجل الأعمال والمؤثر على منصات التواصل الاجتماعي منصور الرقيبة، بعد أن قضى عامين في السجن، جاء اعتقاله في مايو 2022، حيث وجهت إليه اتهامات تتعلق بالتعبير عن الرأي وانتقاد سياسات الحكومة، وحكم عليه بالسجن لمدة 27 عامًا في أكتوبر 2023، أثار هذا الحكم جدلًا واسعًا بين الناشطين السعوديين، الذين تساءلوا عن خلفيات القرار ومدى عدالته.
يعد منصور الرقيبة من أبرز الشخصيات السعودية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولد في الرياض عام 1984، وبدأ حياته العملية في إحدى الشركات المحلية، وحقق نجاحًا ملحوظًا، قبل أن يتجه إلى الاستثمار في البورصة، حيث جنى ثروة ضخمة في البداية، لكنه تعرض لاحقًا لخسائر مالية كبيرة أدت إلى إفلاسه، مما جعله يعيد النظر في مسيرته المهنية بالكامل.
بعد أزمته المالية قرر الرقيبة تغيير مساره بالكامل، حيث عمل لفترة في أحد المستشفيات بقسم “ثلاجة الأموات”، وهي تجربة أثرت عليه بشكل كبير، خلال هذه الفترة بدأ في استكشاف قوة منصات التواصل الاجتماعي، ليصبح واحدًا من أشهر صناع المحتوى في السعودية، حيث ركز على مشاركة تجاربه الحياتية وتقديم نصائح حول إدارة الأزمات المالية والشخصية.
بأسلوبه الصريح والجريء تمكن الرقيبة من جذب جمهور واسع عبر سناب شات ومنصات أخرى، حيث قدم محتوى متنوعًا يجمع بين التحفيز الشخصي، التجارب الواقعية، والتفاعل المباشر مع المتابعين، واستطاع من خلال ذلك بناء قاعدة جماهيرية كبيرة امتدت إلى مختلف دول الخليج العربي.
بفضل جهوده وتأثيره الإعلامي، حصد الرقيبة عدة جوائز، منها:
رغم النجاح الكبير الذي حققه إلا أن مسيرته لم تكن خالية من الجدل، ففي فبراير 2021 تم اعتقاله بعد نشره مقطع فيديو عبر سناب شات زعم فيه أنه تعرض للابتزاز بمبلغ 500 ألف ريال سعودي، وهو ما أثار جدلًا واسعًا، وتبين أن الفيديو كان لجذب الانتباه وتعزيز المشاهدات، ما أدى إلى توقيفه.
كما تم اعتقاله بسبب انتهاكه لإجراءات الإغلاق أثناء جائحة كورونا، مما أدى إلى تصاعد الجدل حول نشاطه، وفي يونيو 2022، تعرضت أسرته لمداهمة أمنية، وهو ما زاد من الانتقادات الموجهة للسلطات السعودية بشأن تعاملها مع الناشطين الرقميين.
في خطوة غير متوقعة تم الإفراج عن منصور الرقيبة بعد عامين من الاعتقال، مما أعاد الجدل حول أسباب توقيفه وطبيعة التهم الموجهة إليه، ويتساءل الكثيرون الآن عن خطواته القادمة، وما إذا كان سيعود بقوة إلى المجال الإعلامي أم سيتجه نحو مسارات جديدة.