تشهد بريطانيا تحولات اقتصادية واجتماعية جذرية مع استمرار موجة هجرة الأثرياء والمستثمرين بسبب السياسات الضريبية الجديدة التي فرضتها حكومة حزب العمال، فمنذ الإعلان عن الزيادات الضريبية الأخيرة، ارتفعت معدلات مغادرة الأثرياء والمستثمرين بوتيرة غير مسبوقة، مما يسلط الضوء على التداعيات الاقتصادية لهذه الإجراءات،وهناك دولة عربية تستقبل المهاجرين وهو ما سنتعرف عليه بالتفصيل في فقرات المقال.
سبب هجرة الأثرياء من بريطانيا
منذ تغيير الحكومة في يوليو 2024، أسفرت الزيادات الضريبية التي أقرها حزب العمال في الميزانية عن هجرة غير مسبوقة من الأثرياء والمستثمرين من المملكة المتحدة، وبعدما كانت بريطانيا وجهةً جذابة للاستثمار، أصبحت الآن عرضة لفقدان جزء كبير من هؤلاء الأفراد، ما يفاقم التحديات الاقتصادية التي يواجهها البلد الأوروبي.
الغضب الشعبي وتزايد الهجرة
وفقًا لدراسة شركة “نيو وورلد ويلث”، غادر نحو 10,800 مليونير المملكة المتحدة في 2024، أي بمعدل مغادرة مليونير كل 45 دقيقة، وهذه الزيادة الكبيرة تمثل تحولًا ملحوظًا، حيث شهدت بريطانيا أعلى معدل هجرة للثروات مقارنة بأي دولة أخرى، ومن بين هؤلاء هناك 12 مليارديرًا و78 شخصًا تتجاوز ثرواتهم 100 مليون دولار، ويعد هذا الارتفاع بنسبة 157% مقارنة بالعام 2023، مما يعكس تداعيات القرارات الضريبية الأخيرة.
الزيادة الضريبية وتداعياتها
وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، تواجه ضغطًا متزايدًا من بعض الأوساط لإلغاء السياسة الصارمة التي تستهدف الأجانب المقيمين وغير المقيمين، ورغم هذه الانتقادات، أكدت ريفز أنه سيتم تعديل القوانين الضريبية بدءًا من أبريل 2025، مشيرةً إلى أن زيادة الضرائب بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني تعد ضرورية لسد الثغرات المالية وتعزيز النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تخفيف الضغوط على العمال البريطانيين.
وجهات الأثرياء المهاجرين
حسب الدراسة فإن الولايات المتحدة تأتي في المرتبة الثالثة في استقطاب المليونيرات من بريطانيا، بعدد يقدر بنحو 720 مليونير، تليها أستراليا التي ستستقبل 300 مليونير، أما جزر الكاريبي فستستقبل حوالي 250 مليونير، وتوجه غالبية الأثرياء البريطانيين المغادرين، بنحو 68% إلى أوروبا، حيث تشمل وجهاتهم المفضلة دول مثل إيطاليا، مالطا، اليونان، البرتغال، سويسرا، موناكو، قبرص، فرنسا، إسبانيا، وهولندا.
تعليقات