يعد شهر طوبة، الذي يبدأ في 9 يناير وينتهي في 7 فبراير، أحد أبرد شهور العام في مصر، حيث يحمل معه أجواء شديدة البرودة، خاصة على المناطق الساحلية والمرتفعات الجبلية، وقد اشتهر هذا الشهر في التراث الشعبي بمقولة “طوبة تخلى الشابة كركوبة”، في إشارة إلى قساوة الطقس خلال هذه الفترة، حيث تصل درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها مع تسجيل صفر مئوية على جبال سانت كاترين، وانخفاض كبير في محافظات شمال الصعيد وشمال الدلتا.
تظهر توقعات هيئة الأرصاد الجوية أن البلاد ستشهد خلال شهر طوبة انخفاضا حادا في درجات الحرارة نهارا وليلا، مع تسجيل القاهرة الكبرى أقل من 20 درجة مئوية نهارا و10 درجات ليلا، أما المحافظات الساحلية مثل الإسكندرية فتسجل حوالي 17 درجة مئوية نهارا و11 درجة ليلا، وتمتد البرودة الشديدة لتشمل شمال الصعيد، حيث تصل درجات الحرارة إلى أقل من 8 درجات مئوية ليلا، مع تكون الصقيع على المزروعات في المناطق الزراعية، كما حذرت الهيئة من تكون الشبورة المائية الكثيفة صباحا على الطرق الزراعية والمسطحات المائية، مما يزيد من مخاطر القيادة ويستلزم الحذر، بالإضافة إلى ذلك من المتوقع سقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة على مناطق غرب البلاد مثل السلوم ومطروح، مع نشاط الرياح على السواحل الشمالية الغربية، ما يزيد من الإحساس بالبرودة.
في ظل هذه الظروف الجوية القاسية ينصح السكان باتخاذ إجراءات احترازية لتجنب آثار البرودة الشديدة وارتداء الملابس الثقيلة واستخدام الأغطية المناسبة أثناء الليل من أهم الأولويات، كما يفضل تقليل التنقلات خلال فترات الصقيع أو الشبورة المائية لضمان السلامة وعلى الصعيد الزراعي، يتوجب على المزارعين حماية محاصيلهم من الصقيع باستخدام وسائل التدفئة المناسبة وتغطية المزروعات أما بالنسبة لسكان المناطق الساحلية والمناطق المفتوحة، فإن التأكد من صيانة المنازل ضد تسرب المياه أو الرياح القوية يمكن أن يساعد في تخفيف الأضرار المحتملة، ويظل شهر طوبة تحديا سنويا للبلاد، لكنه أيضا فرصة لتعزيز الترابط المجتمعي والوعي بأهمية الاستعداد لمواجهة التقلبات الجوية.